فراشة الربيع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيف نتعامل مع الطفل العنيد....؟

اذهب الى الأسفل

 كيف نتعامل مع الطفل العنيد....؟ Empty كيف نتعامل مع الطفل العنيد....؟

مُساهمة  فراشة الربيع السبت مايو 14, 2011 1:26 pm


كيف نتعامل مع الطفل العنيد....؟

*********************

الفطرة التي فطر الله الناس عليها كثيرا ما تكون عبارة عن استعداد لقبول الخير واستعداد لقبول الشر، وهذا واضح فيما صح عنه - صلى الله عليه وسلم - إذ يقول: ) كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه (، فالأبوان هما اللذان يصوغان عقيدة الطفل وكثيرا من رغباته وعاداته، ومن هنا فإن فطرة الطفل لا تستطيع الدفاع عن نفسها، ولا بد لبقائها خيِّرة أن تكون موافقة لمنهج الإسلام من رعاية وعناية وتهذيب، ومما دفعني لاختيار هذا الموضوع أن كثيرا من الناس حين يتحدثون عن (عناد) أبنائهم: يقولون: إنه عنيد، ولا فائدة من التعب معه، وهذا كله غير صحيح، فقد تبين لنا من خلال الحديث عن أسباب العناد في الجزء الأول أنه مكتسب بسبب التعامل الخاطئ مع الطفل وبسبب الظروف المواتية التي يعيش فيها.

الأسس التي يتم التعامل بها مع عناد الأطفال:

***************************

1- البيئة التربوية الجيدة تساعد الأطفال على أن يحيوا حياةً سويةً طيبة، كما أن البيئة التربوية السيئة تساعد على نشوء عدد كبير من المشكلات النفسية والسلوكية لديهم، وسأتحدث بإيجاز عن بعض الأمور المهمة التي تشكل بيئة جيدة تحول - بإذن الله - دون وقوع الطفل في العديد من المشكلات ومن هذه الأمور الآتي:

* المعاملة بالمثل: حين نستجيب لطلبات الطفل المعتدلة والمعقولة فإننا نجعله يشعر بالامتنان لنا، وكثيرا ما يتمثل شكره لاستجابتنا لطلباته استجابته لطلباتنا، وقد فطر الله البشر على أن يقابلوا الكرم والصفح والمعاونة بكرم وصفح ومعاونة.

* التواصل المستمر: يحتاج كل الأطفال إلى الشعور بعطفنا وحبنا واهتمامنا بهم، ولهذا فإن تخصيص الأب وقتا يوميا - ولو عشر دقائق - للتواصل مع أولاده ومداعبتهم والسؤال عن أحوالهم من الأمور المهمة جدا في تقليل رفض الأبناء لما يطلب منهم، تماما كما هو الشأن في رفض الصديق لطلبات صديقه الحميم.

* الخطاب اللطيف: إن مخاطبة الصغار من قبل أبويهم باستخفاف واستهزاء تولّد لديهم النفور من مجالستهما، ويمكن لكل خطابنا للأطفال أن يكون بطريقتين:

طريقة فيها استعلاء وتسلط وجفاء، وطريقة فيها وضوح وحزم مع لطف، وإذا كان من الممكن أن نتبع الطريقة الثانية ويحصل ما نريد، فلماذا نتبع الطريقة الأولى..؟ إن الطلب بلطف لا يثير روح العناد والمقاومة لدى الطفل، لكن حين نطلب منه أن يفعل شيئا ما أو يكف عن شيء ما بقسوة، فإن آليات الدفاع تشتغل آنذاك بطريقة لاشعورية ويبدأ الرفض والعناد.

* لا للحشر في زاوية: كثيرا ما ينشأ عناد الطفل من حصرنا له في الزاوية الضيقة، وذلك حين نطلب منه تنفيذ أمر من الأمور بسرعة وبلهجة صارمة ودون أن نترك له أي خيار أو بديل ودون أن نستشيره فيه، ومن ثم فإن الرفض والعناد يكون أمرا متوقعا.

* فضيلة التعليل: استخدام التعليل وشرح أسباب ما نطلبه يسهّل على الطفل الاستجابة لنا حين نطلب منه شيئا، أو ننهاه عن فعل معين، والحقيقة إن لتعليل كلامنا مع الأطفال فائدتين أساسيتين:

1 - حفظ كرامة الطفل ومراعاة مشاعره.

2 - تدعيم التفكير السببي لدى الطفل حيث إننا نربط له بين التوقف عن عملٍ ما وبين ما يترتب على الاستمرار فيه من أضرار.

ولهذا ينبغي أن يعرف الطفل بوضوح أن عليه الإذعان والامتثال للنظام المتبع لدى الأسرة.

2- التجاهل: نعني بالتجاهل غض الطرف عن الموقف المعاند للطفل، وكأن شيئا لم يكن، وهذا مفيد جدا في الكثير من الحالات فالطفل يرفض القيام ببعض الأعمال من أجل إثبات ذاته أو لفت الأنظار إليه، وحين نتجاهله نجهض عناده ونحرمه من استثماره وتنميته، وهذا الأسلوب مطبق بالفعل لدى كثير من الأسر.

3- المكافأة: تدل العديد من الدراسات على أن قدرة العقل البشري على إدراك السلبيات أعظم بكثير من قدرته على إدراك الإيجابيات، ومن هنا فإننا نرى عيوب أبنائنا بسهولة، أما رؤية إيجابياتهم فتحتاج إلى اهتمام وانتباه، وأعتقد أن البداية تتمثل في عدم نظرتنا لطاعة أبنائنا لنا على أنها شيء متوقع وطبيعي، فالطفل لا يعرف الكثير مما نظنه بديهيا وواضحا ومن هنا فإن علينا أن نثني على كل امتثال يُظهره الطفل لما نطلبه منه، كما علينا تقديم المكافآت المادية والوعود لشراء شيء يحبه الطفل، أو أخذه إلى مكان ترفيهي يعجبه.... والغرض من كل ذلك ترك انطباع راسخ في ذهن الطفل بفوائد الطاعة.

4- العقاب: لا يستغني أي مربٍ مهما كان ابنه هادئا ومتفهما عن استخدام العقاب في بعض الأحيان، والذي لا يعني بالضرورة الضرب واستخدام العنف، إذا كانت (المكافأة) تجعل الطفل يشعر بفوائد الطاعة فإن (العقاب) يجعله يشعر بأضرار العناد.

إن من المهم ألا ننظر إلى عناد الطفل على أنه شيء مؤقت سوف يزول حين يبلغ السادسة أو السابعة، فالدراسات الكثيرة تدل على أن إهمال معالجة العناد قد يجعل الطفل عدوانيا أو مضطربا نفسيا حتى بعد أن يتجاوز العشرين، وبالصبر والمثابرة يمكن لأمور سيئة كثيرة في حياة الصغار أن تزول وتتغير.

وإذا لم يعن الاهتمام بتربية الأبناء القرب منهم، والحرص على تفهم مشاعرهم ومشكلاتهم؛ فإنه في الحقيقة لا يعني أي شيء.

وأخيرا:نسأل الله التوفيق والإعانة على تربية الأبناء وجعلهم أعضاء صالحين بارين نافعين لدينهم وأمتهم.

منقول للفائدة
فراشة الربيع
فراشة الربيع
Admin

المساهمات : 85
تاريخ التسجيل : 13/05/2011
العمر : 28
الموقع : تيسمسيلت

https://s-papillon20.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى